ذهب ام فضة؟ (5) معايير هامة تساعدك على الاختيار

 ذهب ام فضة؟ (5) معايير هامة تساعدك على الاختيار

دأب الناس منذ أقدم العصور على حب الذهب والفضة والتعلق بهما لما يمثلانه من رمز للغنى والثروة. ويدل على هذا أن الملوك قد استخدموهما لصنع تيجانهم وأواني طعامهم وشرابهم، وكذلك زُخرفت بهما القصور الملكية والأوابد الإمبراطورية للدلالة على العظمة والأبهة. كما تم استخدام هذين المعدنين لسك النقود، مما جعلهما أداتين للتبادل التجاري، ووسيلتين عمليتين لتركيز القيمة والثروة. وقد استمر هذا على مدى آلاف السنين بسبب الميزات الجمالية والعملية التي يتحليان بها، والتي يأتي في مقدمتها ثبات صفاتهما في مواجهة مرور الزمن بسبب عدم قابليتهما للصدأ، ومنظرهما الأخاذ، وصعوبة الحصول عليهما لندرتهما قياساً بالمعادن الأخرى المعروفة.

وفي الوقت الحاضر، وعلى الرغم من الانتقال إلى العملات الورقية والاعتماد على البنوك لتنفيذ عمليات التبادل التجاري من خلال وسائل متعددة، ما زال للذهب والفضة مكانة متميزة في أعين الناس، وما زال الكثير منهم يعتبر أنهما من الوسائل المميزة للادخار المضمون النتائج وللاستثمار الرابح. ولكن هناك من يرجح أحدهما على الآخر. فكثير من الأشخاص يفضلون استثمار أو ادخار أموالهم بالذهب، ولكن البعض يعتقد بأن الفضة تقدم فرصاً أفضل لتحقيق الأرباح. وسنحاول في هذه المدونة إلقاء الضوء على المعايير التي ستساعد الراغبين بالادخار أو الاستثمار في المعادن الثمينة على أن يكونوا على بينةٍ من أمرهم قبل اتخاذ القرار بشراء الذهب أو الفضة.

فضة
سبائك وجنيهات ذهب وفضة

 

ما هي المعايير الواجب دراستها قبل الإقدام على إختيار شراء الذهب أو الفضة؟

المعيار الأول: أسعار الذهب والفضة

يعتبر حجم المبلغ المتوفر لدى المستثمر مؤثراً حين يفكر أين سيستثمر المال. وعندما يتعلق الأمر بمعدني الذهب والفضة، فإن الفرق بين السعرين يعتبر كبيراً جداً. حيث إن سعر كيلو غرام واحد من الذهب بتاريخ 17 ديسمبر لعام 2021 يكفي لشراء (80) كغ من الفضة. وهذا يعني أن الشخص الذي يتوفر لديه مبلغ بحدود (640) دولاراً يستطيع أن يشتري سبيكة بوزن (1) كغ من الفضة.



بينما يجب أن يتوفر لديه مبلغ (51300) دولاراً لشراء سبيكة بنفس الوزن من الذهب. إن توفر السبائك الصغيرة الذهبية يتيح لمن يرغب شراء كمية محدودة من الذهب بقدر استطاعته (1، أو 2) غ مثلاً. أي أن المستثمر لن يكون مجبراً على شراء الفضة تحت ضغط السعر ومحدودية المبلغ المراد استثماره.

فضه
جنيهات ذهب وفضة

 

المعيار الثاني: تطور مسار الأسعار عبر الزمن

من المفيد أن ينظر الراغب في الاستثمار في معدني الذهب والفضة إلى التطورات التي طرأت على سعريهما عبر السنوات الماضية. ولعله من الحكمة ألا تقتصر هذه النظرة على السنوات القليلة التي تسبق لحظة التفكير بالاستثمار. بل يجب أن تتعداها إلى سنواتٍ بعيدة من أجل أن تكون الاستنتاجات جديرة بالثقة.

وتتيح الكثير من المواقع على شبكة الإنترنت إمكانية الاطلاع على تطور أسعار الذهب والفضة خلال عشرات السنين. وبوجهٍ خاص من خمسينيات القرن الماضي وحتى اليوم. إن معرفة تطور السعر عبر الزمن تقدم للراغب في الاستثمار أداة ثمينة تجعله قادراً على اتخاذ القرار المناسب لجهة الاستثمار في أحد المعدنين المذكورين، أو الادخار فيه، أو حتى الامتناع عن ذلك.

سلفر
جنيهات ذهب وفضة

 

لا تضيع وقتك في البحث! لتبق على اطلاع دائم على سعر الذهب في السعودية اليوم، فعّل جرس التنبيه الخاص بسبائك لنقدم لك كل ماتحتاجه من تغير في أسعار السوق بكل سرعة ودقة.

 

المعيار الثالث: كلفة التخزين

تعتبر مسألة تخزين المعادن الثمينة مسألة يجب دراستها باهتمام، ودراسة الكُلف المالية والإجراءات الأمنية التي سترتبط بها. ومن المعلوم أن التخزين سينحصر في أحد احتمالاتٍ ثلاثة، إما في المنزل، وإما في أحد المصارف التي تمتلك هذه الإمكانية، أو لدى مؤسسةٍ خاصة تعمل في مجال حفظ وحراسة المعادن الثمينة والمقتنيات ذات الأهمية الخاصة.

وكما سبق وذكرنا فإن الثمن المتدني للفضة، قياساً بالذهب، يفرض الحاجة إلى مكان أكبر بكثير لحفظها، قياساً بالمكان اللازم لتخزين الذهب الممكن شراؤه بنفس المبلغ. فعند شراء (3) كغ من الذهب، على سبيل المثال، يمكن تخزينها بسهولة في الخزنة المحصّنة الموجودة في المنزل. ولكن هذا سيكون صعب التطبيق في حال كان القرار شراء (240) كغ من الفضة بدلاً من شراء كمية الذهب المذكورة. وتبقى المشكلة ذاتها فيما لو تم اللجوء للاستعانة بخدمات المصارف أو المؤسسات الخاصة لتنفيذ عملية التخزين. وذلك لأن الأجور التي ستطلبها تلك الجهات ستتناسب طرداً مع حجم المكان اللازم لإجراء التخزين. أي باختصار سيكلف تخزين الفضة مبالغ ماية تفوق كثيراً المبالغ التي يتطلبها تخزين الذهب.

سعر الفضة
سبيكة ذهب وفضه

 

لتعرف أكثر عن طرق تخزين الذهب اقرأ الأسرار الـ(3) لتخزين الذهب في المنزل!

 

المعيار الرابع: المؤشرات التي توحي بآفاق ومستوى الحاجة للمعدن مستقبلاً

كما سبق وذكرنا، فإن الندرة هي صفة مشتركة تجمع بين الذهب والفضة. ومن الواضح أنه يوجد طلب كبير عليهما لأسبابٍ شتى، منها ما يتعلق بالمجوهرات، ومنها ما يتعلق بالاستخدامات الصناعية. وهناك دراسات خلصت إلى أنه وخلال سنوات قليلة، لا تتجاوز عقدين إلى ثلاثة عقود من الزمن، سينتهي استخراج الذهب من المناجم بسبب نضوبه. وأما بالسبة للفضة فيُتوقع نضوب مناجمها بشكلٍ أسرع من الذهب.

وإذا حاولنا دراسة الحاجة المتوقعة إلى هذين المعدنين في السنوات القليلة القادمة، فإننا نكون أمام نتيجة تؤكد الحاجة لكليهما، وبشكلٍ متشابه، حيث بستمر الذهب بلعب دور الملاذ الآمن للحفاظ على قيمة الثروة في عالم مليء بالمخاطر والتقلبات. أما بالنسبة للفضة فتزداد أهميتها كل يوم بسبب الحاجة المتنامية لها في قطاعات حيوية جداً من الاقتصاد والصناعة مثل (صناعة ألواح الطاقة الشمسية، وصناعة المفاعلات النووية، والاستخدام في مجالات طب الأسنان، والتصوير، وصناعة المجوهرات، وفي مجال معالجة مياه الشرب، وغيرها الكثير!).

وبناء على هذا، يعتقد بعض الخبراء بأن الأسعار الحالية للفضة هي دون قيمتها الحقيقية، وأنها مرشحة ليرتفع سعرها بشكلٍ كبير. وهكذا يبدو أن التحليلات لا تشجع بشكل قاطع على إهمال أي من المعدنين، لأن آفاقاً واعدة تنتظر كلاً منهما.

الفضة
جنيهات فضه وذهب

 

المعيار الخامس: مستوى المجازفة أو المخاطر المرتبطة بشراء الذهب أو الفضة

إن المجازفة يمكن استنتاجها من خلال النظر إلى حركة الأسعار خلال السنوات الطويلة السابقة. ويكفي النظر بتطور سعر الذهب والفضة منذ عام 1980 وحتى اليوم لنعلم بأن سعر معدن الفضة يتذبذب بشكلٍ سريع وحاد. بينما يتميز سعر الذهب بقدرٍ أكبر بكثير من الاتزان والاستمرارية.

ويقترن هذا التذبذب بالمجازفة، فقد يحقق المستثمر أرباحاً طائلة، أو قد يتعرض لخسارة جسيمة. فخلال سبعينيات القرن الماضي، وفي مطلع الألفية الثالثة، كانت الزيادات التي تطرأ على سعر الفضة تفوق الزيادة في أسعار الذهب خلال فترة زمنية محددة، ثم يلي ذلك هبوط شديد في السعر. بينما يكون الهبوط محدوداً، عندما يحدث، للمعدن الأصفر.

ولهذا السبب هناك من يسمي الفضة بمعدن الشيطان. وذلك بسبب الهبوط أو الصعود المفاجئين اللذين قد يتعرض لهما وبنسب كبيرة قياساً بسعره. ولعل أهم تفسير لهذه الظاهرة هو أن السبب في هذا التذبذب الحاد يعود إلى صغر سوق الفضة قياساً بسوق الذهب. ويكفي بروز حاجة صناعية مفاجئة للفضة بسبب زيادة الطلب العالمي على سلعةٍ ما مثلاً لتتأثر الأسعار وترتفع بشكلٍ كبير جداً، ثم لتعود الأسعار للانخفاض الشديد فيما بعد، وذلك بعد إشباع حاجة السوق.

سبائك وجنيهات ذهب وفضة

 

في الختام، يظهر من المعايير التي أوردناها أعلاه أن كلاً من الذهب والفضة سيستمران بلعب دور مهم في المستقبل. ولكن تفضيل أحدهما على الآخر هو أمر نسبي يرتبط بالمستثمر، وبأهدافه، وبالمدة التي يستطيع انتظارها للحصول على الأرباح المأمولة.

وبشكل عملي، يمكن أن نصل إلى الخلاصة التالية:

إن استثمار الأموال في الفضة يناسب أعمال المضاربة والاستثمار على المدى القصير الأجل، شريطة دراسة الظروف الاقتصادية المحيطة بتأنٍ وحكمة. أما في حال امتلاك النفس الاقتصادي الطويل، والرغبة بالاستثمار طويل الأجل أو الادخار للمستقبل، فإن كلا المعدنين صالحان. وذلك مع إعطاء الأفضلية للذهب نظراً لسهولة تخزينه، واتساع سوقه، ونموه الثابت أو الأكثر توازناً على الأقل لمسار سعره على مر السنين.

إذا كان لديك أي أسئلة حول فوائد ادخار الذهب احجز جلسة استشارية مجانية وتحدث مع أحد خبراء سبائك الذي سيمنحك الوقت للاستماع إليك بشأن أهدافك وغاياتك، والذي سيقدم إليك النصيحة والمساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة لمستقبل مالي مزدهر!

اكتب تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *