الدولار أم الذهب.. أيهما أفضل للاستثمار والادخار؟
- سبائك ومسكوكات ذهبية
- يناير 24, 2022
- 0
محتوى المقال :
Toggleأوضحت السنوات الأخيرة التي عاشتها البشرية، بداية من القرن الحادي والعشرين، أن العالم مرتبط ببعضه أشد ارتباط، فلا تكاد تحدث حادثة في أي مكان حول العالم، إلا ويتأثر بها كل مكان آخر، خصوصا في المجال الاقتصادي، فما أن ينهار بنك في قارة أمريكا الشمالية أقصى غرب العالم، حتى نجد في ذات اللحظة انهيار للبورصات في الشرق الأوسط، والشرق الأقصى وأوروبا.
كما أن التغير المناخي، والأوبئة، وبؤر التوتر التي تكاد لا تخلو منها أي منطقة في العالم، تؤثر تأثيراً بالغاً على الاقتصاد، وتهدد المستوى المعيشي للأفراد والمجتمعات، وترفع مستوى القلق عند الناس حول الوسيلة الأفضل التي تضمن لهم المحافظة على قدرتهم الشرائية وعلى قيمة أموالهم.
وفي هذا الصدد نجد العديد من الآراء، بخصوص الوسيلة الأنسب والأفضل للاستثمار والادخار:
- فهناك من يرى الحل في تملك العقارات.
- وهناك من يركز على الدور التاريخي للذهب كملاذ آمن في مختلف الظروف.
- كما يعتقد البعض بأن حيازة عملات الدول القوية اقتصاديا وعسكريا، وفي مقدمتها الدولار الأمريكي، هي وسيلة مضمونة للحفاظ على المدخرات.
في هذه المقالة نقدم لكم مقارنة بين ادخار الذهب في مواجهة الدولار، وسنعدد المزايا والمنافع، كذلك السلبيات المتعلقة بكل وسيلة سواء (الذهب أو الدولار).
أولا: ما هي علاقة الدولار بالذهب؟
دائمُا ما ارتبط الدولار بالذهب ارتباطًا وثيقًا، حيث نجد أن الفترات التي يرتفع فيها التضخم، يضطر معها البنك الفيدرالي الأميركي لرفع أسعار الفائدة على الدولار، حتى يتم سحب الأموال السائلة من الأسواق، لكي يقل الطلب على السلع فتنخفض أسعارها، ويتم تحجيم التضخم؛ ولكن هذه الآلية التي يتبعها البنك الفيدرالي يكون لها تأثير مباشر على أسعار الذهب، حيث يصبح الاستثمار في الدولار أكثر جاذبية، فيقوم المستثمرون ببيع الذهب وشراء الدولار، فتقل أسعار الذهب.
والعكس صحيح، فمع انخفاض أسعار الفائدة والاضطرابات السياسية والاقتصادية، تتذبذب قيمة الدولار وبالتالي يتزايد الطلب على الذهب، ويرتفع سعره.
ثانيا: ما هي أسباب وحجج الداعين للاستثمار والادخار في الدولار الأمريكي؟
الذين يدعون إلى الاستثمار والادخار في الدولار، يرونه سيد العملات، وأن العصر الحالي هو “عصر الدولار”، وذلك بناء على مجموعة من الأسباب:
- الدولار هو عملة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر الدولة الأقوى اقتصاديا وعسكريا في العالم منذ أكثر من مائة عام؛ وهو العملة الرئيسية في العالم التي تُستخدم لتشكيل الاحتياطات النقدية والمعترف بها لإنجاز المعاملات التجارية بين الدول.
- كما أن جميع العملات الأخرى تحسب قيمتها بالقياس إلى الدولار الأمريكي؛ وهو المقياس المعتمد عند الحديث عن قيمة الاستثمارات المنفذة في دولة ما، أو في قطاع من القطاعات الاقتصادية على مستوى العالم.
- الدولار هو العملة المستخدمة لتحديد أسعار النفط، والغاز، والمواد الأولية الاستراتيجية. وهو الأداة التي تسمح للولايات المتحدة التحكم بالتجارة الدولية عبر السيطرة على قنوات الدفع وتحويل الأموال.
- يمتلك الاقتصاد الأمريكي جميع المقومات التي تسمح له بالاستمرار في اتخاذ الموقع الريادي للاقتصاد العالمي على المدى المنظور؛ فهو اقتصاد شديد التنوع، ويتصف بالتفوق في قطاعات ذات حساسية عالية، تلك المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والصناعات الفضائية والعسكرية؛ كما تحتل المؤسسات العلمية الأمريكية المراتب الأولى عالمياً.
لتكن على اطلاع دائم على سعر الذهب في السعودية اليوم.. فعّل جرس التنبيه الخاص بسبائك لنقدم لك كل ما تحتاجه من تغير في أسعار السوق بكل سرعة ودقة.
- سهولة الادخار بالدولار؛ حيث لا يقتصر فتح الحسابات المصرفية بالدولار على داخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ فمعظم دول العالم تسمح بفتح حساب بالدولار، وأحياناً تشجع عليه من خلال أسعار الفائدة التي تحددها.
- الدولار عملة في متناول اليد، يمكن اللجوء إليه في أي وقت وتحويله إلى العملة المحلية؛ وهذا بخلاف الادخار في العقارات التي لا تسمح بالحصول على السيولة بنفس السرعة التي يؤمنها امتلاك الدولار.
ثالثا: لماذا يفضل البعض الذهب بدلاً من الدولار؟
لم تأت تسمية الذهب بـ “ملك المعادن” من فراغ. فهو المعدن الذي أثبت على مدار آلاف السنين بأنه الملاذ الآمن الذي يسمح بتجاوز كافة الأزمات مع المحافظة على قيمة الثروة، أو حتى زيادتها! ويستند المؤيدون لذلك إلى المبررات التالية:
- الوقت الراهن هو وقت التقلبات السياسية والأزمات الاجتماعية والاقتصادية، مما يجعل من ادخار الذهب الأمر الأكثر جاذبية؛ ويمكن استنتاج ذلك بسهولة من دروس الماضي، للتأكد من أن ادخاره هو الضمانة الأكبر لمواجهة التضخم، والحفاظ على الثروة في الظروف المشابهة للوضع الحالي.
- يشهد العالم إقبالاً متزايداً على شراء واقتناء الذهب، فالمصارف المركزية في الدول الصاعدة اقتصادياً لا تكف عن شراء المزيد من الذهب؛ كما أن حاجة الصناعة للمعدن الثمين تنمو باضطراد، وخاصة في مجال الصناعات ذات الطابع الاستراتيجي، مثل صناعة الرقائق الإلكترونية، والصناعات المرتبطة بالمجال النووي.
- مناجم الذهب محدودة الاحتياطيات، وندرة الذهب تزداد وضوحاً؛ الأمر الذي سيؤدي بالضرورة إلى المزيد من الارتفاع في سعر المعدن الأصفر بناء على مبدأ العرض والطلب.
- سهولة تخزين الذهب نظراً للثمن المرتفع جداً لهذا المعدن قياساً بوزنه، مما يجعله أداة مميزة لتركيز القيمة والثروة.
- تسمح النماذج الحالية من ذهب الادخار والمتمثلة بسبائك الذهب الخالص من مختلف الأوزان، بإمكانية تحويله إلى سيولة مالية بشكل سريع إذا اقتضت الضرورة، وعلى قدر الحاجة.
تعرف على أوزان سبائك الذهب الخالصة المتوفرة لدينا وتصفح تشكيله واسعة بداية من سبيكة 1 غرام
حتى سبيكة 1 كيلو غرام.
- تحرص الدول القوية على تكديس الذهب في مصارفها المركزية؛ حيث تملك الولايات المتحدة ربع كمية الذهب المكدسة في مصارف العالم؛ وتسعى الصين بشكل حثيث إلى السيطرة على تصنيع وتجارة الذهب حول العالم؛ يعد هذا مؤشراً قوياً يشجع على الادخار في الذهب، وذلك لأن أهميته ستستمر بالنمو في الأجل القريب والبعيد.
رابعا: ما هي الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها حول وسيلة الادخار الأنسب (دولار أم ذهب)؟
يمكننا الآن استنتاج الآتي:
- سيستمر الدولار الأمريكي بلعب دور مهم في المستقبل القريب؛ وذلك على الرغم من امتعاض بعض الدول، وفي مقدمتها الصين وروسيا والدول المناوئة للسياسات الأمريكية من استخدام الولايات المتحدة له كسلاح لفرض السياسات التي تؤمّن مصالحها؛ إلا أن سيطرته ستقل، على الأرجح، قياساً بمستوى السيطرة الحالي؛ الأمر الذي سينعكس بالضرورة على أهمية ومكانة ودور هذه العملة.
- يشجع اندفاع المصارف المركزية على التمسك باحتياطياتها من الذهب، وحرصها على زيادته، وسعي الدول لإحاطة سياستها المتعلقة باقتنائه وتكديسه بالغموض، كل هذا يشجع على الادخار في هذا المعدن.
- على الرغم من أن ادخار الذهب لا يسمح بالحصول على عوائد أو فوائد مباشرة، على عكس الحسابات المفتوحة بالدولار؛ إلا أن المخاطر التي يمكن أن تنجم عن إمكانية إفلاس بعض المصارف في ظروف الأزمات والحروب، يجعل من ادخار الذهب وسيلة أكثر أماناً للحفاظ على الثروة.
لتعرف أكثر عن الإستثمار في المعدن النفيس، اقرأ كيف استثمر في الذهب والوقت المناسب لشراءه.
وحسب موقع Goldbroker، اليوم وعلى الرغم من أن الدولار الأمريكي هو أحد أهم العملات الاحتياطية في العالم، إلا أنه لم يعد يمثل دور احتياطي “القيمة” في رأي بعض الخبراء؛ وفي هذا المجال يفي الذهب بوعوده أفضل من أي عملة ورقية أخرى، حيث يقول ريتشارد راسل: “سيكون الذهب موجوداً وسيكون الذهب مالاً عندما يكون الدولار واليورو واليوان والرينغيت مجرد ذكريات”!
أخيرا: نصائح الخبراء (تنويع المحفظة الاستثمارية من الدولار والذهب)
إن تنويع المحفظة الاستثمارية واحد من أهم الاستراتيجيات التي يوصي بها الكثير من الخبراء؛ فعند تنويع استثماراتك بين الذهب والدولار، فإن هذا يضمن لك الكثير من الفوائد أهمها:
- تقليل المخاطر: لأنك عندما تنوع استثماراتك، فأنت تحافظ دائمًا على التوازن بين الدولار والذهب، وهذا التوازن يساعد على عدم خسارة الأموال.
- حماية رأس المال: يمكن أن يساعد تنويع استثمارتك في حماية رأس مالك، وذلك لأن الأصول المختلفة تميل إلى التحرك في اتجاهات مختلفة، وهكذا لن تتركز مكاسبك أو خسارتك في اتجاه واحد، قد يربح أحد أصولك ويخسر الآخر.
- زيادة الربح: عند تنويع استثمارتك بين الذهب والدولار فإن هذا يضمن زيادة أرباحك، لأن الأصول المختلفة تنتج عائدات مختلفة مما يساعد في تحقيق التوازن بين الربح المنخفض والربح العالي.
في الختام، نرجو أن نكون قد بينّا في هذه المقالة الاعتبارات التي تدفع الناس للادخار في كل من الذهب والدولار؛ وقد خلصنا بالنتيجة إلى مجموعة من الاستنتاجات، التي نأمل أن تشكل عوناً للباحثين عن السبيل الأنسب للادخار.
إذا كان لديك أي أسئلة حول الذهب وادخاره احجز جلسة استشارية مجانية وتحدث مع أحد خبراء سبائك الذي سيمنحك الوقت للاستماع إليك بشأن أهدافك وغاياتك، والذي سيقدم إليك النصيحة والمساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة لمستقبل مالي مزدهر!