ما العيارات الـ (7) للفضة؟

على الرغم من تعدد المعادن الثمينة في عالم اليوم، ما زال هناك الكثيرون من الذين ينجذبون إلى المجوهرات المصنوعة من الفضة، وتتمسك الكثير من السيدات اللواتي ينتمين إلى الطبقات الاجتماعية الراقية إلى الاستمرار في وضع الحلي المصنوعة من هذا المعدن، وذلك كعلامة من علامات الأصالة والتميز. ومما يساعد على ترسيخ هذا التوجه، وجود الكثير من البيوتات العالمية المشهورة في عالم المجوهرات، كتلك الموجودة في إيطاليا وإنكلترا وسويسرا، على سبيل المثال لا الحصر، التي تقدم ابتكارات في غاية الروعة والأناقة من المجوهرات الفضية.

سنتحدث في هذه المدونة عن العيارات المختلفة المعتمدة في مجال المشغولات الفضية، وسنمهد لذلك بتوضيح مفهوم العيار، ثم سنعدد أهم عيارات الفضة وأشهرها، مع ذكر المواصفات التي تتغير تبعاً لذلك، وسنركّز على الفضة من عيار 925 أو S925 بسبب مواصفاتها المميّزة، وسنقدم في النهاية بعض الملاحظات والإرشادات التي تساعد على تجنب التعرض لشراء القطع المغشوشة أو المزيفة.

ما المقصود بعيار الفضة؟

يُقصد بعيار الفضة نسبة وزن الفضة الخالصة الموجودة في المشغولة أو سبيكة الفضة إلى وزنها الإجمالي. فمثلاً إذا كان لدينا إسوارة وزنها الإجمالي (100) غرام، وتحتوي (80) غرام من الفضة الخالصة، و(20) غرام من المعادن الأخرى.. فهنا نقول أن لدينا إسوارة من الفضة عيار (80)، أو عيار (800) عند التعامل بأجزاء الألف أو ما يُعرف بالملييم.

ما هي أشهر وافضل عيارات الفضه التي يتم التعامل بها؟

يوجد عدة عيارات، وتقوم بعض الدول باعتماد عيار معين دون غيره لصناعة المجوهرات فيها، لدرجة أنه أصبح من الممكن اعتماد صفة الدولة كمرادف للعيار أحياناً، فهناك من يسمي الفضة عيار (800) بالفضة المصرية، والفضة عيار (925) بالفضة الإيطالية أو الإسترلينية. وفيما يلي أشهر العيارات:

1. الفضة الخالصة عيار (999):

تبلغ نسبة نقائها (99.9%)، وتتمتع بمنظر ولون رائعين، وهي لا تسبب الحساسية الجلدية، ولكنها تتصف بالطراوة العالية، مما يجعلها غير مناسبة لصناعة معظم المشغولات، نظراً لسهولة خدشها وتشويه شكلها، الأمر الذي حصر استخدامها في مجال صناعة الأقراط والتعليقات فقط.

وهي تستخدم أيضاً في صناعة سبائك الفضه النقية مثل سبيكة فضة سويسري صافي 1 كيلو، و سبيكة فضة اماراتي صافي 1 كيلو.

2. الفضة الأرجنتينية (960):

تبلغ درجة نقائها (96%)، بينما تحتوي على (4%) من النحاس والجرمانيوم. ويوجد فضة أرجنتينية عيار (93.2%) أيضاً. ظهر هذا العيار منذ فترة قصيرة، وقد أدّت إضافة مادة الجرمانيوم إلى جعل المشغولات المصنوعة من هذا النوع من الفضة متميزة بمقاومتها العالية للبقع وبمقاومتها الجيدة للتشوه، وبسهولة تنظيفها وصيانتها، كما أنها لا تسبب الحساسية الجلدية. وقد تم ابتكار علامة تجارية خاصة تُدعى Argentium . ولكن يجب الإشارة إلى أن سعر القطع المصنوعة من هذا العيار تفوق مثيلاتها من العيارات الأخرى.

3. الفضة البريطانية (958):

وقد تم تصميم هذا العيار في بريطانيا، ويحوي (95.8%) من الفضة الخالصة، والباقي من النحاس ومعادن أخرى.

4. الفضة الفرنسية من الدرجة الأولى (950):

يمكن تمييزها من خلال الدمغات التي تم اعتمادها في فرنسا بمراحل زمنية محددة بدءاً من القرن الرابع عشر للميلاد. والجدير بالذكر أنه يوجد عيار آخر في فرنسا وهو العيار (800)، ويسمى بالفضة الفرنسية من الدرجة الثانية، وله دمغته الخاصة أيضاً، ولكنه أقل شيوعاً من النوع الأول.

5. الفضة الروسية (947):

تعد روسيا رابع منتج للفضة في العالم بعد المكسيك والبيرو والصين، وتستخدم بشكل أساسي هذا العيار، حيث تحوي القطع المصنوعة منه على (94.7%) من وزنها من الفضة النقية، والباقي من النحاس.

6. الفضة الإسترلينية أو الإيطالية (925):

تحوي السبيكة من هذا العيار (92.5%) فضة خالصة، و(7.5%) نحاس، ويمكن وجود نسب قليلة من معادن أخرى غير النحاس. ويقدم هذا العيار أفضل المواصفات التي تناسب صناعة المجوهرات، وسنفصل ذلك في الفقرة اللاحقة.

7. الفضة المصرية (800):

وهو الشائع في مصر، لذلك يسمى في المنطقة العربية بالفضة المصرية. تم استخدام هذا العيار بشكل واسع في الماضي لصناعة كافة أنواع المشغولات، وذلك بسبب المتانة والقدرة على مقاومة الخدش والتشوه. وتحوي السبائك والقطع من هذا العيار (80%) من وزنها من الفضة الخالصة، و(20%) من النحاس وبعض المعادن الأخرى. ويتم صنع أغلب المشغولات الفضية في مصر من هذا العيار، وذلك منذ زمن بعيد وإلى اليوم. وأما العيب الأساسي لهذا النوع فيتجلى في تغيّر لون المشغولات وفقدانها بالتالي لرونقها وجاذبيتها، وهذا يفرض الحاجة المتكررة للصيانتها.

لتعرف أكثر عن عيارات الذهب، اقرأ الدليل الشامل لعيارات الذهب

ما أسباب تميّز الفضة عيار الـ (925) وانتشارها الواسع؟

انتشر استعمال الفضة عيار (925) أو S925 أو 92.5، والتي يُطلق عليها غالباً تسمية الفضة الإسترلينية لدى كبرى الشركات العالمية المتخصصة بصناعة المجوهرات الراقية وأدوات المائدة، وبشكلٍ خاص في سويسرا وإيطاليا وتركيا، وذلك للأسباب التالية:

• المتانة الجيدة التي تسمح بتصميم مختلف أنواع المشغولات الفضية.
• اللون الجذاب واللمعة الراقية والمميزة.
• سهولة صيانة القطع المصنوعة من عيار S925، وثبات لونها لفترة طويلة قد تصل لعشرين عاماً، وذلك قياساً بالعيارات الأخرى.
• إمكانية الإزالة السهلة للبقع التي قد تتشكل عليها مع مرور الوقت بسبب عوامل الأكسدة.
• عدم التسبب بالتحسس الجلدي عادة، ما يجعله مثالياً لذوي البشرة الحساسة.
• قابلية هذا النوع للارتداء اليومي.
• سهولة تمييز المشغولات المصنوعة من هذا العيار. وذلك بالاعتماد على الدمغة الخاصة المحددة بموجب القوانين الناظمة لصناعة المجوهرات الفضية والتي تختلف من بلد لآخر.

لتبق على اطلاع دائم على أسعار سوق الفضة العالمي فعّل جرس التنبيه الخاص بسبائك.

كيف يتم تزوير القطع الفضية؟ وكيف نتجنب شراء المشغولات المغشوشة؟

تتواجد في الأسواق الكثير من القطع التي يتم تسويقها على أنها من الفضة الجيدة، والتي يكون لها نفس لون وبريق هذا المعدن، مع أنها في الحقيقة لا تحتوي إلا القليل منه، وأحياناً قد تكون مصنوعة كلياً من معادن أخرى. ويمكن بشكل أساسي التركيز على الحالتين التاليتين:

1. المشغولات وأدوات المائدة المصنوعة من المعادن الأخرى والتي يتم طلاؤها بالفضة:

تتواجد في الأسواق قطع مصنوعة بشكلٍ أساسي من معدن الحديد أو النحاس ولكنها مطلية بطبقة من الفضة. وباعتبار أن عملية الطلاء تتم عبر عملية ترسيب كهربائية متقنة، لذا يمكن الاعتقاد بأن المشغولات مصنوعة بالكامل من الفضة.

2. المشغولات المصنوعة مما يعرف باسم ” الفضة الألمانية” أو “فضة النيكل”:

يوجد سبائك مصنوعة من النحاس والنيكل والزنك بشكلٍ أساسي مع وجود نسب ضئيلة من معادن أخرى كالرصاص والقصدير والحديد، ولا يوجد أي أثر لمعدن الفضة فيها. ويبدو المنظر الخارجي لهذه السبيكة مشابهاً تماماً من حيث اللون واللمعة لسبيكة الفضة ذات العيار الجيد.

كيف اعرف الفضه الاصليه؟

إن تلافي شراء القطع المزيفة ممكن من خلال التعامل مع المحلات ذات السمعة الحسنة، والتي تتواجد في عناوين محددة ومعروفة، وتكون مخوّلة قانوناً للاتجار بالفضة. ويمكن الاستعانة أيضاً بأصحاب الخبرة الذين يستطيعون التمييز بين الفضة بعياراتها المختلفة والفضة المزيفة، وذلك بالاستناد للعديد من القرائن (الوزن، واللون، والرائحة، والتأثر ببعض المحاليل الكيميائية، وغيرها..).

اقرأ المزيد حول سعر الفضة المتوقع في المستقبل القريب

في الختام، شرحنا في هذه المدونة مفهوم عيار الفضة، ثم انتقلنا إلى بيان أهم العيارات المتداولة في أسواق ودول العالم، مع ذكر أهم المواصفات والملاحظات المرتبطة بكل منها. وبعد ذلك انتقلنا إلى تناول الفضة من عيار (925) بشيء من التفصيل، وذلك نظراً للانتشار الواسع لاستخدامه من قبل أكثر الشركات شهرة في مجال صناعة المشغولات الفضية الراقية والمميّزة. وقدّمنا بعد ذلك بعض المعلومات المتعلقة بعمليات الغش والتزوير التي يمكن أن تحصل في معرض شراء القطع الفضية، وذلك بغرض لفت انتباه الراغبين باقتناء الفضة ودفعهم إلى التعامل مع المتاجر والمؤسسات التي تتمتع بالمصداقية، والتي لديها الترخيص القانوني لمزاولة تجارة المعادن الثمينة.

إذا كان لديك أي أسئلة حول الفضة احجز جلسة استشارية مجانية لنساعدك على اتخاذ القرارات المالية الصحيحة!